رفقا !
مررت من هنا ..
أتوكأ على نبضات قلبي المنفطر ..أشدُ من أزره .. و أهاديه الحلم مع شفق المساء المرتحل
بغربان الماضي .التي تُصخب الكون بأصواتها المنكرة ولونها الباعث على الشؤم؛
في حدقتي عيني اللتان لا تبصران إلا أشواك الرحيل .
وأغصان الوداع . وخيوط مرارة اليأس بالعودة. خزائني أغلقت منذ الوداع الأخير .
لم تفتح للغرباء ؛ أوصدت في وجه الحياة أبوابها.
توسدت
أملي المغطى بأنين أنفاس صوتك الذي آثر البقاء بقربي . يونس لحظات الصمت التي
اعتقلت كل حروفي و رمت بها في مستنقع الظلام . أنقب عنها في أودية الصمم
فلا يظهر منها إلا أطياف تهرول إلى الشعرة الفاصلة بين السماء
والأرض كلما حثثت السير إليها . تبصرني من فوق تلال الوجع متألمة مسافة مستحيل الوقت ,
و انحناءات الوجد , وغربلة أجنحة الأمل.
نواميس
نخرت أماني قطرات دمي الذي يجري في عروقي بلا أمل؛ فقط لآن
عليه الجريان بنبضات تختزن حب البقاء وإن ضنَّت نداءات أيام توشحت الاستنامة ؛
على عتباتك التي تضاءلت لشدة وطأة لحظات الانتظار .
فلا يروي حنينها ماء غدق.أو قطرة ود تنزل من مساء عابرٍ بخيوط
ضحكة بلا روح أو ونفس تزيف الإحساس بخارطة قسوة الخيبة و التيه في أروقة المدائن البائسة .
إنه البؤس .
يأخذني إلى تلك المدائن التي يغطيها الرماد .. ورياح تعصف بالأشياء تقتلعها
من جذورها وتفتت أعضاءها لتنبت بصريرها وهديرها شلالات الرعب الهادرة
في جوف قلبي المغلف بعوالق الماضي وقيوده الشائكة .
هل من مفر ؟
وقد أوصدت كل الطرق إليك .. ولغمت كل الرجاءات بالعقوق الذي قذفت به أيامنا التي
أدمت قدميها صخور الهجر وفحيح حية دهاليز الغواية.
سعير النهاية .
.التي حجبتها بغربال أحلام غِرة . لأحكم على عيني أن تراك أبديًا في جوفي . فغدوت
لاجئة تبحث فيك عن وطن الآمان الذي طُويت خطوات البحث عنه عند عتبات بابك؛ الملبد بأغصان العتمة
والرهبة والخوف .
فاستلهمت شجاعة طاغية لأزيل عنها ما علق بها من نباتات متطفلة زرعتها بربرية قراصنة الهوى
؛ لتحجبَ عن روحك مذاق الأنس والأمن .
لم يكن قدري .
تجرع مرارة صنع معروف كتمت أبجدياته في غيابة صمتي . ومحوت ملامحه بين
روحي وجلبابي . ودفنت فصوله في أديم قلبي .برحيلك عند محطة لم ترصف أرصفتها لكلينا.
رفقًا .
قد مضى الدهر بمرارته فلا تمضِ بقسوتك . كن رحيما بمن أغدق عليك بأشياء لم تكن لتعرفها وأبوابك مؤصدة.
رفقاً شمس آلمغيب