.
.
من اوتي الحكمة فقد اوتي خيراّ كثيراّ
إنها عينة من قصص الحياة في تبدل الناس وأثر الظروف في الاخلاق والذكاء في حل المشاكل بطريقة ذكية دون نزاع وصراخ دماء .. فعلن
هذا ما نستفيد منه في عصرنا
.
قصة الجرذ والحديد والتاجر
ضاقت السيل يوماَ في وجه تاجر المدينة فأرادا أن يضرب في الأرض ليجرب حظه. وكان له صديق يثق به فجاءة في
يوم قد أرتسمت على وجهه علامات القنوط
فقال: يا صاحبي لقد ضاقت علىّ الأمور في هذة البلدة و يقولون ان السفر له عشر فوائد ؛
من
- أنشراح الصدر
- وأنتفاخ الجيب
- وتجديد الحياة
- والتعرف على مذاقات جديدة من الأطعمة
- رؤية الطبيعة
- تعرف على شعوب
- كسب تجابر جديدة
- مشاهدات مثيرة .. إلى أخره
وأنا عازم على السفر , وأرغب في وضع أطنان من الحديد لي أبقيها أمانة عندك حتى عودتي.
قال الصديق:
" أعلم اخي أن الصديق للصديق أمانة و جنة و ستر عورة ومستودع أمان "
فنطلق راشداَ
ذهب الرجل و هو مرتاح للبضاعة المخزنة عند صاحبه الوفي. ما لبث ان ضرب الأرض ليتابع الرحلة فحصد الثمر ورجع بعد غياب .
حين دخل المدينة قصد صديقه التاجرالذي ائتمنه على أطنان الحديد
وحديثه مليء بالمشاهدات والخبرات, الإ أنه لاحظ الكمد !! في وجه صاحبه , فقد أصابته السنون فباع الحديد وبدأ يخطط للتنكر للأمانة .
قال له: يا صاحبي الجرذان عندنا مخيفة وأنا اَسف أن أخبرك أن حديدك التهمته جرذان المستودع ؟
سمع التاجر الحكاية ولم يظهر التعجب قط بل علق فقال : نعم معك حق هذة الجرذان مشهورة بحدة أسنانها و عزمها في القرض والألتهام.
فرح الصديق وقال له: عزمت عليك بالله أن تأتي غداً تتعشى عندي .
قال التاجر: الحديد خسرناه وعزيمتك لن أخسرها سوف اِتيك غداً. أنصرف التاجر متعجباِ من غدر الأصدقا وقلة الوفاء وتذكر قول الرحمن "يا أيها الذين أمنو أفوا
بالعقود".
ثم دار التاجر بالسوق فرأى غلاماً ابن صديقه فأخذه على غفلة قال: تعال معي سأعطيك طعام طيباً , فحبسه في غرفة .
وفي اليوم التالي ذهب التاجر إلى الوليمة فرأى صاحبه وقد علته الكاّبة وغشيه لون من الذهول و تبدل الخاطر! .
قال التاجر :ما خطبك يا صاحبي ؟
قال الصديق: أحد أولادي فقدته منذ البارحة فلا أعرف إلى مكانه سبيلاّ ؟
قال التاجر: اَه .. اَه تذكرت لعله الذي حمل أبنك في الجو .فقد رأيت الطير وهو ينزل إلى الأرض ثم يخطف طفلاّ صغيراّ ..
ثم ما لبث أن وصفه بالاوصاف التي يعرفها والده فصاح وقال: إنه هو . ثم ما لبث أن نظر من جديد والأستغراب يعلو وجهه قال الصديق : لتاجر يا صاحبي هل
يعقل ما تقول أن ينول بوم وزنه رطلان يخطف صبيا وزنه خمسون رطلاّ ؟.
قال التاجر :أن بلدكم بلد العجائب يمكن يحدث فيه كل شيء جرذان تقظم الحديد, و يوم يخطف الأطفال أليس كذلك؟
استحى صديق التاجر قليلاّ , وقال:قد صدقت واعترف له قال بعت الحديدفي يوم بؤس شديدوضائقة مالية وهذا حقك أرده إليك ..
.
الكاتب :خالص جبلي
..
الحياة والناس جريدة الوطن
..
.