لا تـبـــالـــي
لو قالوا أنّ هناكَ زهرة ً وحيدة ً جميلة ْ
عطرُها غال ٍ و مسكنـُها تلكَ الجزيرة ْ
لزارَها الزوّار أملا ً في ملاقاة ِ الحسن ِ منها
و لركبوا الأخطارَ كي يصلوا إليها
على الرغم من أنّ الوصولَ إليها مخاطرة ٌ كبيرة ْ
على الرغم منْ أنهم لم يبصروها
و لو أبصروها لازدادوا لها عشقا ً
لأنـّها مميزة ٌ و نادرة ُ الطفولة ْ
و إنما القمامة َ - و إنْ كانتْ مزركشة ً - كثيرة ْ
لا يهتمُّ بها سوى كلابِ الطريق ِ التائهةِ الحقيرة ْ
فلا تهتمّي إن سخروا منكِ
و لا تهتمّي لو لم تنالي مديحاً أنيقا ً
فيكفيكِ أنـّي أزدادُ فخراً لأنـّـكِ أختي الصغيرة ْ
و يكفيني أنــّـك بينَ النساء ِ مغلفة ٌ بهذهِ النضارةِ الأصيلة ْ
..
هل يهتمُّ الياسمينُ إنْ قالوا أنّ وريقاتِهِ البيضاءَ رقيقة ْ ؟!
او أنّ أغصانـَهُ الخضراءَ دقيقة ْ ؟!
هل رقــّـة الأوراق ِ عيبٌ فيها ؟!
و هل تهتمُّ الزهرة ُ العذراءُ في بستانـِـها بغبارِ المارّة ْ ؟!
و هل تبالي الشمسُ في تألـّـقها بمن قالوا أنّ حرارتـِها شديدة ْ ؟!
كلامُ الحمقى لا يعنيها !
دعكِ ممن تكلـّموا فزاد َ القولُ عن حد ٍ
مخلوط ٌ قولـُهم بينَ هزل ٍ وجد ٍ
و حجتـُهم ضعيفة ْ
فلا تهتمّي بهم و تمسّـكي بأركان ِ الفضيلة ْ
..
إنْ تزيّنّ بالألوان ِ
و ظننّ أنـّهنّ جميلاتٌ
و تمايلنَ بخفة ٍ و دلال ٍ
فيعجبُني ذاكَ الستارَ العفيفَ
ستارَ الحياء ِ
و لا تحسبيني لا أراكِ في خيالي
بكلِّ البهاء ِ
و لا تحسبي أنـّي بهنّ قد أهتمْ
فكم من سائرٍ على الأشواكِ يسيرُ مجبراً
متوجـّهاً رغم الألام ِ يرجو الوصولَ إلى غايةٍ أهمْ
دعكِ منهنّ و من تفاهاتهنّ
و تمسّـكي بما لديكِ من الجمال ِ الظاهرِ في أفعالكِ
و اعلمي انـّني قادمٌ غداً أو بعد غدٍ
معي تاريخ ٌ ملَّ من مشاهدة ِ القرود ِ في الطريق ِ
ملَّ الأصواتِ النجسة َ تهوي في أذني
ملَّ العطورَ الرخيصة ْ
معي خاتم ٌ ذهبيٌّ لكِ
و فضيٌّ لي
و رجلٌ بعمامةٍ و شاهدان
و والديّ و والداكِ
معي أمّـة ٌ ترجوكِ أن تتمسّـكي بما لديكِ من الأنوثة ْ
كذبنَ إذ تلوّنّ و قلنَ أنهنّ إناث ٌ
فللكلابِ إناثٌ
لكن مالي أنا وما لهنّ
فالطيورُ على أشكالها تقعُ
و ما أجملُ الشكل ِ إنْ كانَ محفوظاً بعيداً عن العيون ِ اللقيطة ْ
..
هل تعلمينَ كيف أشعرُ حينَ أراكِ تسيرينَ بكل ِ الجدية ِ في طريقْ
مغطاة ٌ بحسن ِ التأدّبِ و البريقْ
بينَ العرائس ِ المشوّهةِ الممسوخةِ الرديئة ْ
بينَ غربان ٍ سوداء ٍ لا تكفُّ عن النعيقْ
و شياطين ٍ حمراء ٍ تسيرُ حولكِ في فريقْ
ازدادُ فخراً كلما صفعتي واحداً منهم بثوبكِ الطويل ِ
ازدادُ فخراً حينَ ننتسبُ سويا ً إلى نفس ِ الديانة ِ
و يحتارونَ في تصنيفِ من هم سوانا
لا هم منـّـا
و لا منهم
مذبذبون لا إلى هؤلاء ِ و لا إلى هؤلاء ِ
ضائعونَ و يحسبونَ أنهم على الصراط ِ المستقيمْ
..
دعكِ منهم و انظري أمامكِ و اكملي المسير
سيري بلا توقــّـفٍ
و لا تهتمّي لو نعتوكِ بأي وصفٍ
فاجمعي الأوصافَ و اصنعي عباءة ً و حجاباً
و ارتدي ذاكَ الرداءَ مهانة ً لهم
و تحدّي من في الأرض ِ جميعا ً
و اجعلي رجالا ً يشعروا بالخزي
ظنـّوا أنهم رجالٌ
حتى رأوا ما تصنعينْ
كيف الأناثُ في زماننا صاروا رجالا ً
يحملون الأمانة َ في وجوه ِ الخائنينْ
يقفون موقفا ً حازما ً لا يلينْ
و برغم التحدّي لا يزلنَ واقفاتٍ رغم كيد ِ الكائدينْ
..
أختاهُ لو أخبروني أنّ موتي محققٌ في سبيلكِ
لن أبالي
و لو كانَ حتفي مقابلَ أنْ أرعى جمالكِ في عيوني
لن أبالي
و من أجلكِ أحاولُ أن اكون رجلا ً كاملَ الرجولةِ
لكي تعلمي أنك ِ لست ِ وحيدة ً
و لتعلمي أنـّني حقا ً بكِ أبالي
فتمسّـكي و لا تضيّعينا
فكفانا ما قد ضاع َ مـنـّـا
و من ضاعوا
فتمسّـكي و تشبّـثي عسانا نعودُ سالمينَ
في زمان ٍ كثيرٌ من الناس ِ فيه لا يبالي
..
لو قالوا أنّ هناكَ زهرة ً وحيدة ً جميلة ْ
عطرُها غال ٍ و مسكنـُها تلكَ الجزيرة ْ
لزارَها الزوّار أملا ً في ملاقاة ِ الحسن ِ منها
و لركبوا الأخطارَ كي يصلوا إليها
على الرغم من أنّ الوصولَ إليها مخاطرة ٌ كبيرة ْ
على الرغم منْ أنهم لم يبصروها
و لو أبصروها لازدادوا لها عشقا ً
لأنـّها مميزة ٌ و نادرة ُ الطفولة ْ
و إنما القمامة َ - و إنْ كانتْ مزركشة ً - كثيرة ْ
لا يهتمُّ بها سوى كلابِ الطريق ِ التائهةِ الحقيرة ْ
فلا تهتمّي إن سخروا منكِ
و لا تهتمّي لو لم تنالي مديحاً أنيقا ً
فيكفيكِ أنـّي أزدادُ فخراً لأنـّـكِ أختي الصغيرة ْ
و يكفيني أنــّـك بينَ النساء ِ مغلفة ٌ بهذهِ النضارةِ الأصيلة ْ
..
هل يهتمُّ الياسمينُ إنْ قالوا أنّ وريقاتِهِ البيضاءَ رقيقة ْ ؟!
او أنّ أغصانـَهُ الخضراءَ دقيقة ْ ؟!
هل رقــّـة الأوراق ِ عيبٌ فيها ؟!
و هل تهتمُّ الزهرة ُ العذراءُ في بستانـِـها بغبارِ المارّة ْ ؟!
و هل تبالي الشمسُ في تألـّـقها بمن قالوا أنّ حرارتـِها شديدة ْ ؟!
كلامُ الحمقى لا يعنيها !
دعكِ ممن تكلـّموا فزاد َ القولُ عن حد ٍ
مخلوط ٌ قولـُهم بينَ هزل ٍ وجد ٍ
و حجتـُهم ضعيفة ْ
فلا تهتمّي بهم و تمسّـكي بأركان ِ الفضيلة ْ
..
إنْ تزيّنّ بالألوان ِ
و ظننّ أنـّهنّ جميلاتٌ
و تمايلنَ بخفة ٍ و دلال ٍ
فيعجبُني ذاكَ الستارَ العفيفَ
ستارَ الحياء ِ
و لا تحسبيني لا أراكِ في خيالي
بكلِّ البهاء ِ
و لا تحسبي أنـّي بهنّ قد أهتمْ
فكم من سائرٍ على الأشواكِ يسيرُ مجبراً
متوجـّهاً رغم الألام ِ يرجو الوصولَ إلى غايةٍ أهمْ
دعكِ منهنّ و من تفاهاتهنّ
و تمسّـكي بما لديكِ من الجمال ِ الظاهرِ في أفعالكِ
و اعلمي انـّني قادمٌ غداً أو بعد غدٍ
معي تاريخ ٌ ملَّ من مشاهدة ِ القرود ِ في الطريق ِ
ملَّ الأصواتِ النجسة َ تهوي في أذني
ملَّ العطورَ الرخيصة ْ
معي خاتم ٌ ذهبيٌّ لكِ
و فضيٌّ لي
و رجلٌ بعمامةٍ و شاهدان
و والديّ و والداكِ
معي أمّـة ٌ ترجوكِ أن تتمسّـكي بما لديكِ من الأنوثة ْ
كذبنَ إذ تلوّنّ و قلنَ أنهنّ إناث ٌ
فللكلابِ إناثٌ
لكن مالي أنا وما لهنّ
فالطيورُ على أشكالها تقعُ
و ما أجملُ الشكل ِ إنْ كانَ محفوظاً بعيداً عن العيون ِ اللقيطة ْ
..
هل تعلمينَ كيف أشعرُ حينَ أراكِ تسيرينَ بكل ِ الجدية ِ في طريقْ
مغطاة ٌ بحسن ِ التأدّبِ و البريقْ
بينَ العرائس ِ المشوّهةِ الممسوخةِ الرديئة ْ
بينَ غربان ٍ سوداء ٍ لا تكفُّ عن النعيقْ
و شياطين ٍ حمراء ٍ تسيرُ حولكِ في فريقْ
ازدادُ فخراً كلما صفعتي واحداً منهم بثوبكِ الطويل ِ
ازدادُ فخراً حينَ ننتسبُ سويا ً إلى نفس ِ الديانة ِ
و يحتارونَ في تصنيفِ من هم سوانا
لا هم منـّـا
و لا منهم
مذبذبون لا إلى هؤلاء ِ و لا إلى هؤلاء ِ
ضائعونَ و يحسبونَ أنهم على الصراط ِ المستقيمْ
..
دعكِ منهم و انظري أمامكِ و اكملي المسير
سيري بلا توقــّـفٍ
و لا تهتمّي لو نعتوكِ بأي وصفٍ
فاجمعي الأوصافَ و اصنعي عباءة ً و حجاباً
و ارتدي ذاكَ الرداءَ مهانة ً لهم
و تحدّي من في الأرض ِ جميعا ً
و اجعلي رجالا ً يشعروا بالخزي
ظنـّوا أنهم رجالٌ
حتى رأوا ما تصنعينْ
كيف الأناثُ في زماننا صاروا رجالا ً
يحملون الأمانة َ في وجوه ِ الخائنينْ
يقفون موقفا ً حازما ً لا يلينْ
و برغم التحدّي لا يزلنَ واقفاتٍ رغم كيد ِ الكائدينْ
..
أختاهُ لو أخبروني أنّ موتي محققٌ في سبيلكِ
لن أبالي
و لو كانَ حتفي مقابلَ أنْ أرعى جمالكِ في عيوني
لن أبالي
و من أجلكِ أحاولُ أن اكون رجلا ً كاملَ الرجولةِ
لكي تعلمي أنك ِ لست ِ وحيدة ً
و لتعلمي أنـّني حقا ً بكِ أبالي
فتمسّـكي و لا تضيّعينا
فكفانا ما قد ضاع َ مـنـّـا
و من ضاعوا
فتمسّـكي و تشبّـثي عسانا نعودُ سالمينَ
في زمان ٍ كثيرٌ من الناس ِ فيه لا يبالي
..