أحياناً عندما تقفين أمام الغاز ، لغلي مقداراً من الحليب لتشربين كوباً ساخناً منه قبل النوم تترقبين وصوله
لدرجة الغليان ، ثم ترفعيه من على النار ، ولكن في كل مرة تفعلين هذا الأمر ،
تجدين نفسك تفكرين بعمق في ما ترينه من منظر أمامك !
منظر يجب على كل واحدة منكن ، أن تجربه ... وتنظر إليه من زاوية مختلفة .
ضعي إناءاً فيه مقداراً من الحليب الطازج .. وأشعلي تحته النار ..وارقبي ما الذي سيحدث !
سيسخن الحليب شيئاً فشيئاً .. فإن رن جرس الهاتف ، وذهبتي للرد عليه ، ستتذكرين
ما وضعتي ِ من حليب على النار وتعودين إليه مسرعة ... وقد لا تلحقينه ، لأنه سيصل إلى درجة الغليان ..
ويرتفع بسرعة ويفيض مابه إلى خارج الإناء ..وستخرج منه رائحة الإحتراق ..
وتكرهين بعدها شربه لسوء مذاقه !
ولكنك لو إنتظرتي أمام الموقـد ، وعيونك عليه ، وأخفظتي من درجة الحرارة قبل وصوله
لدرجة الغليان .. لحصلتيِ على حليبٍ طيب المذاق معقـم .. تهنئي بشرب كوبا منه هنيئاً مريئاً .
إن الحياة الزوجية ،
هي أشبه ما تكون بإناء به مقداراً من الحليب وضع على النار لنقتل ما به من
جراثيم ومكروبات !
إعتبري كل ما تمر به العلاقة الزوجية كل يوم من مواقف ، منذ بداية الحياة الزوجية
هي حالة من الـغلي للتعقـيم .. فكل مشاحنة أو خلاف بسيط ، أو عتاب قد يحدث بين الزوجين ،
إنما هي تعقيم لما تصاب به حياتهما من أمور خلافية بسبب ظروف الحياة ..
إخفاض النار ..وتقليل درجة السخونة من قبل الزوجين لإطفاء حدة الغليان ..
يساعد على تدارك العلاقة قبل فسادها ! فما بعد فساد الحليب بعداحتراقه ،
إلا سكبه .... والتخلص منه !
فلا تجعلي عزيزتي الزوجة ، نارخلافاتكما تفسد حليب سعادتكما ،
وتفوح رائحة الإحتراق خارج بيتكما .
وان حصل بين الزوجين خلاف لاقدر الله فأنها لتجديد المشاعر الى الاحسن