من طرف 
ما اصعب ان تخوننا مشاعرنا وقوانا احيانا .. فبينما نعتقد باننا نسيطرعليها وباننا لدينا القوى كافيه لكي نتجاهلها ونمضي قدما .. نتفاجئ بأننا نتحايل على انفسنا وباننا يوما بعد يوم ننجرف اكثر مع احساسينا ..وتضعف مقاومتنا لرغباتنا اكثر .. حتى نتفاجا بانفسنا قد اصبحنا اسرى لمشاعر مرفوضه..ورغبات جنونيه .. ابعد ما تكون عن العقلانيه التي اعتدنا ان تتحكم بافعالنا ورغباتنا وتشعرنا بالامان
..........
لم ارغب يوما بشيئ ولم احصل عليه .. اعتدت من صغري ان اقلل من الاشياء التي اتمناها .. وارفع من سقفها دائما .. عودتني والدتي بان الشي الذي لا استطيع الحصول عليه .. يصبح مضيعة للوقت الحلم به .. او الرغبه بالحصول عليه .. وبانني استطيع ان استغل رغبتي في الحصول على ما اتمنى لكي تكون دافعا لي لاكثر فيها من جهدي .. وارفع بها سقف طموحي لكي استطيع توفير ما ارغب به ولا يكون هناك شي يستطيع ان يتحكم بي في المستقبل , وتعودت ان اكره الحاجه لشي او الاعتياد على وضع معين .. لاسيما التعلق فيه .. سواء ماديا او معنويا .. وكان هذا يتحكم ايضا بتصرفاتي مع صديقاتي الذين اعتدت على وجودهم بحياتي .. كنت كلما اقتربت ساعة الفراق .. اقلل من ساعات جلوسي معهم لاشعوريا.. واحاول ان اعتاد على عدم رؤيتهم كثيرا .. مما يخفف علي من تاثير فراقهم وان كان لا يمحيه تماما
........
بينما الان اقف عاجزه عن تفسير مابي ... لا انفك افكر بنفس الموضوع مرارا وتكرارا ..ورغم مكابرتي وعنادي .. الا انني اشعر بضعف شديد حياله ...لا استطيع مقاومة التفكيراوايقاف عقلي عن الانشغال به.. لم اتوقع يوما بان تكون هذه هي ردة فعلي حيال هذا الامر ..كنت دائما اتطلع واتمنى بان ياتي اليوم الذي اشعر فيه بمشاعر كالتي اشعر بها الان .. ولكنها للاسف جاءت في وقت ومكان غير مناسبين..عندما ابدا التفكير بهذا الموضوع .. اشعر بنفسي كانني في عالم اخر ..شعور بالخوف والرفض ممزوج بالسعاده .. عالم جديد من المشاعر الجميله.. واضيع في هذا العالم لدقائق او حتى لساعات .. واتفاجا بعدها بابتسامه عريضه مرسومه على شفاهي .. واشعر بنفسي بانني اجمل .. واشعر برغبه عارمه في البقاء كهذا لاطول مده .. حتى افاجا بسماع صوت عقلي الغاضب .. والذي يحذرني من مغبة ما افعله ..فتاسرني عقدة الشعور بالذنب لوقت طويل ..حتى تمحي او تكاد تمحي ما شعرت به من سعاده ...وتتارجح مشاعري ثانية مابين الانصياع لعقلي المكابر او الرضوخ لقلبي المتيم
.......
لا اتذكر كيف كانت البدايه .. اهي عينيه .. ام ضحكته ..ام خفة ظله التي اسرتني من اول يوم رايته فيه ...قد تكون تلك النظره الطفوليه العابثه في عينيه المشاغبه ..لا مبالاته الظاهره..وانا التي اعتدت بان اكون ملتزمه بكل التفاصيل ومتحفزه دائما ومتشدده بمواقفي ..اكثر شي جذبني كانت طيبته ومحاولته لتفهمي.. برغم شخصيتي المعقده والمجنونه احيانا .. والتي اعتدت دائما بان اخفيها تحت ستار من الجديه والتشدد الزائف ... اوربما تكون ضحكته هي التي شدتني.. والحس العالي الذي يملكه بكل شي ....شبهه الشديد بي حتى اشعر باني اتحدث الى احد اخوتي او الى شخص اعرفه منذ سنوات ..
......
ما أصعب أن نحب من يؤلمنا وما أصعب أن نتألم ممن نحب... لو كان من احب شخصا يقبل النقد او يقبل الاساءه لكنت اسعد حالا مني لان ..ولكن من احب ابعد ما يكون عن النقد .. لا ادري ربما لانه هو من احب.. فليس له عيب يذكر .. او ربما هو خالي من العيوب اصلا ولو لم يكن هو من احب
.......
لا اجد لمشاعري تفسيرا منطقيا .. احيانا اشعر بان ما اشعر به ليس حب وبانه قد يكون اي شي ..اهتمام من نوع خاص.. او توافق نفسي وروحي ...او ربما اعجاب !!! لا يعقل بان يكون كل هذا اعجابا فقط .. في البدايه كنت اشعر بانني اهتم به كثيرا .. ولكني اعتقدت بانه اهتمام اخوي ..ولكني فوجئت بانه ليس كذلك ..ولكنه شعورقوي بالاهتمام والحنان اشعر به تجاهه.. اكثر ما يخيفني ويقنعني بان احتفظ بهذه المشاعر لنفسي ليس مجرد خوفي من ان تُقابل بالرفض ..بل انه حيره وتردد لو كان هذا الشي هو الذي اريده ام لا
........
ظننت بانه بالعناد والنكران كعادتي في السيطره على مشاعري ساستطيع تجاهل الامر......لكني تفاجات بانه وللاسف لم تزدني مكابرتي وعنادي الا تمسكا من قلبي العنيد به .. طالما كنت اسيره لهذا النوع من العناد والمكابره..بين عقلي الواثق .. وقلبي العنيد ..لا اتذكر من كان منهم المنتصر في كل مره .. ولكني اتذكر بان قلبي طالما اشتكى لكي من عقلي الخالي من المشاعر .. والمتكبر.. وعقلي كان كثير التذمر من شفافية قلبي .. وضعفه الشديد.. الذي طالما وضعه في مواقف صعبه مع الاخرين
.......
وبرغم اني اعتدت الاستماع لصوت قلبي .. إلا انه لم يكن يوما هو المتحكم بتصرفاتي
فانا استمع له في البدايه..ثم اذا لم يتفق مع عقلي, يكون موقفي النهائي منه هو التجاهل ولكن صودف هذه المره بانها اقوى من اي مره .. ويبدو انه قرر بانه لن يرضى بالاستسلام سريعاً وسيواصل المقاومه ..ولكن مهلاً .. اي نوع من المقاومه؟؟ بالطبع لن يقوم باي خطوه خارجيه .. لانه وببساطه ليس هو المتحكم بتصرفاتي .. وانما هو عقلي الذي ارتاح له واثق به .. واوكله دوماً مهام التعامل مع الاخرين في العالم الخارجي.. لثقتي بانه سيقي قلبي الضعيف .. من تبعات موقف لست متاكده منه .. وبالتالي فانه في معجمي ..مرفوض تماما..اما عن قلبي ..فانه لن يستطيع البقاء على زعله كثيرا .. وانا متاكده بانه سيعود لي سريعا..لثقتي بطيبته
