يوافق يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة من هذا العام 1431 هـ ذكرى مرور خمسة أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية.
وشهدت المملكة منذ مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 26 / 6 / 1426هـ المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة تشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته مما يضعها في رقم جديد في خارطة دول العالم المتقدمة .
وتجاوزت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في مجال التنمية السقف المعتمد لإنجاز العديد من الأهداف التنموية التي حددها إعلان الألفية للأمم المتحدة عام 2000 كما أنها على طريق تحقيق عدد آخر منها قبل المواعيد المقترحة .
ومما يميز التجربة السعودية في السعي نحو تحقيق الأهداف التنموية للألفية ، الزخم الكبير في الجهود المتميزة بالنجاح للوصول إلى الأهداف المرسومة قبل سقفها الزمني المقرر ، والنجاح بإدماج الأهداف التنموية للألفية ضمن أهداف خطة التنمية الثامنة والتاسعة ، وجعل الأهداف التنموية للألفية جزءا من الخطاب التنموي والسياسات المرحلية وبعيدة المدى للمملكة .
وتمكن بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً ، وأصبح للمملكة وجودا أعمق في المحافل الدولية ، وفي صناعة القرار العالمي ، وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته .
ودخلت المملكة ضمن العشرين دولة الكبرى في العالم ، حيث شاركت في قمتي العشرين التين عقدتا في واشنطن ولندن.
وحافظت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على الثوابت الإسلامية واستمرت على نهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - فصاغت نهضتها الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية السمحة والأخلاقية النبيلة .
وتحقق لشعب المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال خمسة أعوام مضت العديد من الإنجازات المهمة ، منها تضاعف أعداد جامعات المملكة من ثمان جامعات إلى ما يقارب ثلاثين جامعة ، وافتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات، وافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وإنشاء العديد من المدن الاقتصادية ، منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ، ومدينة جازان الاقتصادية ، ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة ، إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض.
واتسم عهد خادم الحرمين الشريفين بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به رعاه الله من صفات متميزة ، أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه في كل شأن ، وفى كل بقعة داخل الوطن ، إضافة إلى حرصه الدائم على سن الأنظمة في شتى المجالات مع توسع في التطبيقات .
ولم تقف معطيات قائد هذه البلاد عند المنجزات الشاملة التي تم تحقيقها ،فهو - أيده الله - يواصل مسيرة التنمية والتخطيط لها في عمل دائب يتلمس من خلاله كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا البلد وأبنائه.
وتستعرض وكالة الأنباء السعودية في التقرير التالي أبرز المنجزات التنموية التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على امتداد أنحاء الوطن ، والقرارات التي اتخذها في سبل تحسين المستوى المعيشي للمواطنين ، ودعم المخصصات للقطاعات الخدمية ، فضلا عن دوره الرائد في خدمة القضايا العربية والإسلامية ، وإرساء دعائم العمل السياسي الخليجي والعربي والإسلامي والدولي ، وصياغة تصوراته والتخطيط لمستقبله , ودوره الملك المفدى رعاه الله في تأسيس الحوار العالمي بين أتباع الديانات و الثقافات والحضارات المعتبرة .
فقد شهدت البلاد العام الماضي برعاية خادم الحرمين الشريفين العديد من الإنجازات والمشروعات التنموية ، منها تدشينه - حفظه الله - في شهر جمادى الأولى 1430هـ عددا من المشروعات التنموية الصناعية في مدينة الجبيل الصناعية يبلغ الحجم الإجمالي لاستثماراتها أكثر من 54 مليار ريال .
كما دشن في شهر رجب عام 1430هـ مشروعات تنموية وصناعية في مدينة ينبع الصناعية تربو استثماراتها على خمسة وأربعين مليار ريال, في مقدمتها مشروع مجمع ينساب الصناعي الذي تقدر استثماراته بـ 20 مليار ريال بالإضافة إلى مشاريع تعود لكل من الهيئة الملكية للجبيل وينبع والشركة السعودية للصناعات الأساسية " سابك " وشركة مرافق وشركات القطاع الخاص.
كما وضع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - حجر الأساس لمشاريع تعليمية وصحية وتجهيزات أساسية لأستكمال المرحلة الأولى من ينبع 2 ، وإنشاء وحدات سكنية ، إضافة إلى مشروع تطوير الواجهة البحرية بتكلفة اجمالية تبلغ 2 مليار و34 مليون ريال وكذلك مشاريع تعليمية بقيمة 145 مليون ريال ومشاريع أساسية وتجهيزات وطرق وجسور بقيمة 429 مليون ريال.
وتواصلت شواهد الإنجاز بوضع حجر الأساس لمشروع توسعة الشركة العربية للألياف الصناعية (ابن رشد) بقيمة 5.2 مليار ريال لإنتاج ترفثلات البولي إثيلين بطاقة 750 ألف طن سنوياً إضافة إلى الرافينات بطاقة 435 ألف طن سنوياً والتولوين بطاقة 190 ألف طن سنوياً والبنزين بطاقة 158 ألف طن سنوياً ، كما وضع - حفظه الله - حجر الأساس لـ 32 مشروعا صناعيا بمجموع استثمارات تبلغ 8.4 مليار ريال إضافة إلى المشاريع السكنية والتجارية التي يبلغ مجموع استثماراتها 1.5 مليار ريال وضع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - حجر الأساس لتوسعة محطة كهرباء شركة مرافق لرفع الطاقة الإنتاجية إلى 1600 ميغاوات وباستثمار قدره 3 مليارات ريال .
كما صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على إنشاء مشروع موحد لتحلية المياه وإنتاج الطاقة الكهربائية بطاقة مقدارها 550 ألف متر مكعب من المياه و 1700 ميجاوات من الكهرباء لتلبية الاحتياجات المستقبلية للمدينة المنورة وبعض مدن وقرى المنطقة ، وتلبية احتياجات شركتي مرافق والشركة السعودية للكهرباء بتكلفة تقديرية للمشروع تبلغ أربعة عشر مليار ريال.
وتجسيدا لاهتمام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بمسيرة التعليم وانطلاقا نحو تحقيق رؤيته في تطوير التعليم العالي بالمملكة صدرت موافقته الكريمه في الثالث من شهر رمضان 1430هـ على انشاء اربع جامعات هي جامعة الدمام وجامعة الخرج وجامعة شقراء وجامعة المجمعة .
وفي الرابع من شوال 1430هـ رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفل افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول بحضور أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة والمعالي قادة وممثلي الدول العربية والإسلامية والصديقة , معلنا حفظه الله انطلاق جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية حاملة لواء العلم والمعرفة ومشعل الريادة لتنير دربا جديدا واعدا للأجيال في ظل منجز وطني ودولي , يواكب التغيرات العالمية في مسارات التعليم الحديث من خلال تأسيس الجامعات البحثية ، وبانضمام هذه الجامعة إلى منظومة التعليم العالي في المملكة أضحت تاجا يعلو هامة المنظومة مؤذنا ببداية مرحلة جديدة من العلم والمعرفة ترتبط بما سبقها من مراحل وتستفيد من شراكاتها في العالم مسخرة منجزاتها العالمية لخدمة العلم والعلماء.
وامتدادا للعناية بالتعليم وأهله وحرصا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالله على ابنائه المبتعثين وتلمسا لاحتياجاتهم صدرت توجيهاته حفظه الله في الخامس من جمادى الاخرة 1431هـ بالموافقة على إلحاق الطلاب والطالبات الدارسين حاليا والمنتظمين بدراستهم على حسابهم الخاص في المعاهد والجامعات في الولايات المتحدة الامريكية وكندا واستراليا ونيوزيلندا بعضوية البعثة .
فقد أتاح برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الفرصة لأكثر من 80 ألف مبتعث ومبتعثة لتلقي الدراسة واكتساب المعارف والمهارات وتحقيق الامتداد الثقافي بين المملكة والحضارات الاخرى في أكثر من 25 دولة حول العالم .
وكان مسك ختام العام الماضي من الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية ما صدرت به ميزانية الدولة للعام المالي الجديد 1431- 1432هـ التي بلغت 540 مليار ريال ، لتسجل في عهده حفظه الله أكبر ميزانية تنموية تشهدها المملكة رغم الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم ، بما تضمنته من بنود مخصصة لجميع أوجه التنمية في المملكة من تعليمية وصحية واجتماعية وغيرها في جوانب الازدهار .
أما في المجال السياسي فقد حافظت المملكة على منهجها الذي انتهجته منذ عهد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه القائم على سياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على الصعد كافة ومنها الصعيد الخارجي حيث تعمل المملكة على خدمة الإسلام والمسلمين وقضاياهم ونصرتهم ومد يد العون والدعم لهم في ظل نظرة متوازنة مع مقتضيات العصر وظروف المجتمع الدولي وأسس العلاقات الدولية المرعية والمعمول بها بين دول العالم كافة منطلقة من القاعدة الأساس التي أرساها المؤسس الباني وهي العقيدة الإسلامية الصحيحة .
وفي شأن الأمن الداخلي واصلت حكومة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود جهودها لترسيخ الأمن ، ومن أبرز الجهود في ذلك ما تقوم به الأجهزة الأمنية من نشاط ملحوظ في التصدي لذوي الفكر الضال والفئة المنحرفة من الإرهابيين , وتشهد الساحة الأمنية - ولله الحمد - نجاحات متتالية وتحركات استباقية , لإفشال كل المخططات الإرهابية واستئصال شأفة الفئة المنحرفة , وتجفيف منابع الإرهاب .وتابع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عنايته واهتمامه الخاص بضيوف الرحمن واستكمال مختلف المشروعات التي تسهل وتيسر على حجاج بيت الله الحرام أداء مناسكهم والقضاء على مشاكل الازدحام حول جسر الجمرات والساحات المحيطة بها ، بالإضافة إلى ما تضمنته المشروعات من استكمال امتداد الأنفاق والتقاطعات والجسور التي ستؤدي بمشية الله إلى تسهيل حركة المرور من مشعر منى وإليه .
ومن منطلق حرصه على ما يخدم الاسلام والمسلمين انطلقت قناتان للقرآن الكريم والسنة النبوية من الحرمين الشريفين هدية منه حفظه الله للعالم الإسلامي ليواصل بذلك خدمة دينه وأمته وخاصة ما يخدم كتاب الله وسنة نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) وأن تعطى هاتان القناتان أهمية خاصة لتخدم الرسالة المناطة بهذه البلاد المباركة .